-A +A
د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني abdualkaremoran@
يكثر الحديث بين فترة وأخرى عن كتب الأحاديث والخوض في صحتها جملة، وما زالت الحرب الشرسة تظهر بين فترة وأخرى، لماذا لا يتحول هذا السجال للبحث في قيم الأحاديث المؤيدة بالقرآن، والمؤثرة في قيم المجتمع؟!، وقد لاحظت أخيراً أمراً مزعجاً لدى الكثير من تجسس البعض تجاه الآخر في كوخ الأسرة، فالزوج يتجسس على زوجته والعكس، وعلى ابنه وابنته، وعلى والده ووالدته... إلخ.. هل الدافع مادي أو فكري أو ابتزاز أو انتقام؟، لقد نهى الله سبحانه عن ذلك في قوله سبحانه العظيم (وَلَا تَجَسَّسُوا)، وفي السنة الصحيحة ما يظهر لك شدة الجريمة وقبحها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص (نصل السهم) أو بمشاقص فكأني انظر إليه يخيل الرجل ليطعنه»، أخرجه البخاري ومسلم. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله قال: (من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقأوا عينه)، فلدينا جريمة بنص القرآن والسنة وعقوبة بنص السنة.

ويقول الشاعر:


لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا

فيهتك الناس ستراً من مساويكا

واذكر محاسن ما فيهم اذا ذكروا

ولا تعب أحداً عيباً بما فيكاوفي نظام مكافحة جرائم المعلوماتية؛ تعد جريمة معلوماتية مكتملة الأركان ولا تبررها أي رابطة أسرية أو غيرها، وتصل العقوبة للسجن لمدة عام والغرامة 500 ألف ريال.

وفي النظام الأساسي للحكم في مادته العاشرة: «تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية ورعاية جميع أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم».

ومن أعظم القيم حرمة البيوت وخصوصياتها، ولم نجد اهتماما في تقنين هذه الجريمة الخاصة (التجسس على الجوال والتطبيقات)، فهل إذا أثبت المتجسس عليه جريمة التجسس وفقئت عينه، وتقدم المتجسس للشكوى، ما هو موقف القضاء في ذلك؟، فكثير من البشر متشوق لفقء العيون وفقاً للقانون، ويقول المثل الإنجليزي: «بيت الإنجليزي هو قلعته».. فما هو المثل المنطبق في بيوتنا يا سادة.